يندرج البحث في عداد الدراسات التي تهتم بظاهرة الهجرة الخارجية، لكنه يركز اهتمامه على أهم شرائحها وأكثرها ندرة، وهي النخب والكفاءات العلمية والمهنية السورية التي يشار إليها بهجرة الأدمغة أو العقول"Brain Drain" في محاولة لتقصي أسبابها وعوامل الدفع والجذب المساهمة في حدوثها، وصولاً إلى التأثيرات والتداعيات المترتبة على استمرارها، سواء أكانت سلبية أم إيجابية. ذلك لأن إعداد الموارد البشرية المؤهلة يستلزم الكثير من الوقت والجهد والمال، فإذا علمنا أن حوالي 33% من كل المهاجرين السوريين إلى ألمانيا من ذوي التعليم الجامعي والعالي، وأن كلفة إعداد أي كفاءة تحتاج إلى مليون دولار وعشرين سنة من الوقت أدركنا حجم الخسائر التي يصعب تعويضها وهي نزيف تنموي وبشري مستمر.
img