تعرض الطيران المدني في الآونة الأخيرة لأشد العمليات الإرهابية التي استهدفت استقرار هذا
القطاع، إذ شهد أكبر العمليات الإرهابية الموجهة ضد الطيران المدني من اختطاف طائرات
مدنية، أو تفجيرها، أو حتى الإضرار بسلامة مرافق النقل الجوي كالمطارات، وكل تلك
التهديدات أدت إلى انخفاض اقتصاد شركات الطيران، وهو أمر يحتم علينا الوقوف على
على أمن الأفراد من مستغلي قطاع النقل الجوي، وكذلك حفاظاً على أسبابه ونتائجه حفاظاً
الأمن والإقتصاد الوطنيين.
وتطبيقا لذلك سعى المجتمع الدولي لإبرام اتفاقيات دولية حماية لقطاع النقل الجوي الدولي
، فقد أبرمت أول اتفاقية دولية للطيران المدني في عام 1919 م وهي اتفاقية باريس ، وتلتها
عدة اتفاقيات دولية منها اتفاقية وارسو ،1929 واتفاقية شيكاغو 1944 واتفاقية مونتريال
،1999 وغيرها من الاتفاقيات التي تسعى إلى توحيد قواعد النقل الجوي الدولي ، وهي بذلك
حددت مسؤولية الناقل الجوي الدولي في عقد نقل الركاب، وهو ما يعنينا في هذه الدراسة من
بيان شروط قيام مسؤولية الناقل الجوي الدولي في مواجهة الركاب ، وخصوصا في العمليات
الإرهابية التي يتعرض لها النقل الجوي الدولي ، ومقدار التعويضات التي أقرتها الإتفاقيات
الدولية، وغيرها من المسائل القانونية التي يثيرها موضوع الدراسة .
وقد خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها:
.1 شهد التاريخ البشري نموذجا" وأعمالا إجراميه بشعة تصل في وحشيتها ودمويتها الى
الأعمال الإرهابية.
.2 شغل مصطلح الإرهاب السياسيين والقانونيين لوضع تعريف له والتفريق بينه وبين
حق الشعوب في تقرير مصيرها والدفاع عن أرضها.
.3 وضعت الإتفاقيات الدولية شروطا" محددة لقيام مسؤولية الناقل الجوي منها وقوع
الحادث الجوي وأن يقع الحادث أثناء عملية النقل الجوي وأخيرا" أن يترتب على هذا
الحادث ضرر مادي أو نفسي.
.4 أقرت الإتفاقيات الدولية أحكاما" للتعويض.
في حين تمثلت التوصيات في:
IV
.1 تعديل المادة 17 من قانون الطيران المدني 6 لعام 2004 والتي حملت قائد الطائرة
المسؤولية عن سلامة الطاقم والركاب والبضائع في حين ان المادة 150 من القانون التجاري السوري لعام 2007
حمل لمسؤولية للناقل.
كما أنالعدالة تقتضي أن تسأل شركة الطيران بدلا" من قائد الطائرة كونه تابعا" لها.
.2 وضع تعريف واضح للحادث الجوي.
.3 تبني ما جاء في الملحق 17 لمنظمة ICAOعن ضباط الأمن الجوي وضرورة تواجده
على الطائرات وما جاء في المادة 59 من قانون الطيران المدني السوري لعام
،2004كون أمن الطائرات خط الدفاع الأخير ضد اختطاف الطائرات