في ظل العمل الكبير الذي يقوم به المتطوعون في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري وفي الكثير من المنظمات الأخرى والذي تجلى بشكل واضح في الاستجابات للأوضاع الحالية وخصوصا عند حدوث حركات نزوح كالتي حصلت في بداية العام الحالي في كل من الغوطة الشرقية وعفرين.
وفي ظل الأخطار الكبيرة التي يتعرض له المتطوعون خلال تأديتهم لعملهم الإنساني والذي أسفر خلال الأزمة لاستشهاد 65 متطوع؛ برز السؤال التالي:
ما الذي يدفع المتطوعون للتطوع وما الأهداف والدوافع وما ترتيبها بالنسبة لهم.
حاولت هذه الدراسة الإجابة على هذا السؤال المركزي وما يتفرع عنه من أسئلة مرتبطة بالعوامل المؤثرة على الاقبال على التطوع.
وهنا برز أيضا السؤال الثاني المحوري حول علاقة الازمة بالتطوع ومدى الاقبال على التطوع في ظل الأزمات وتأثير حجمها.
تم اجراء الدراسة على متطوعي منظمة الهلال الأحمر العربي السوري نظرا لأن عددهم كبير ولأن العمل في المنظمة قائم بشكل رئيسي على جهودهم ولأنهم ينتمون لكافة فئات الشعب السوري وأطيافه.
وتم اعتماد الاستبيان الالكتروني كوسيلة رئيسية لجمع المعلومات وذلك لأنه يمكن المجيب من الإجابة دون الكشف عن هويته وبالتالي الإجابة بمصداقية أعلى وخصوصا لما للباحث من صفة رسمية في المنظمة، وأسلوب مجموعات النقاش والذي ركز على القضايا الأكثر عمومية والتي تحتمل اختلاف الآراء ولا تحمل بعداً شخصيا.
تم تحليل بيانات الاستبيان وفق نظام الإحصاء SPSS.
وخلصت الدراسة إلى ارتباط التطوع بالعديد من الدوافع والعوامل وخصوصا دافعية فعل الخير وتقديم المعونة واشباع حاجات الرضا عن الذات وتقدير الآخرين، ومن جهة أخرى تطوير الذات على مستوى المهارات واكتساب المعارف المستوى المهني.
وأما النتيجة الأهم والتي لم ترد في دراسات سابقة فكانت على محورين: الأول الشعور المتنامي لدى المتطوعين بضرورة لعب دور إيجابي في مثل هذه الظروف التي تعصف بمحيطهم بمختلف جوانبه والثاني العلاقة الطردية ما بين الدافعية والاقبال على التطوع مع حجم الأزمة ومدى انتشار آثارها على الأشخاص المحيطين والذين تربطهم علاقة مع المتطوع.