تظهر أهمية ومشكلة الدراسة في بيان أثر مجموعة من العوامل الفردية والتنظيمية التي يمكن أن تؤثر في النجاح المهني أو تساعد في الوصول اليه، وذلك لدى العاملين في قطاع المصارف وشركات التأمين الخاص في مدينة دمشق، بالإضافة الى دراسة جوانب النجاح المهني الموضوعية والذاتية. وبذلك هدفت الدراسة الى بيان أثر كل من المتغيرات التالية المتمثلة بدعم المشرف المباشر(Supervisor support) ورأس المال الاجتماعي (Social capital) والشخصية المبادرة (Proactive personality) و المتغيرات الشخصية-الديموغرافية (المتمثلة بمستوى التحصيل العلمي والأقدمية في سوق العمل والأقدمية في الشركة الحالية) على معايير النجاح المهني سواء أكانت هذه المعايير موضوعية(متوسط الدخل الشهري والمستوى الوظيفي أو الإداري) أو كانت جوهرية/ذاتية (الرضا الوظيفي).
عملت الباحثة على جمع البيانات من خلال طرح الاستبيان على مجموعة العاملين في عدة شركات تأمين ومصارف خاصة عاملة في مدينة دمشق، واستمر جمع البيانات من شهر آب 2014 إلى شهر كانون الأول 2014. انطلاقاً من إجابات (163) فرد على الإستبيان تم إختبار ستة فرضيات أساسية في هذه الدراسة.
أظهرت نتائج الدراسة أثر كل من الشخصية المبادرة ودعم المشرف المباشر وشبكة العلاقات الإجتماعية داخل المؤسسة على المعايير الذاتية للنجاح المهني، في حين غاب أثر شبكة العلاقات الإجتماعية خارج المؤسسة على هذه المعايير المتمثله في الرضا الوظيفي.
كما أشارت الدراسة الى وجود علاقة بين أبعاد المتغيرات الشخصية-الديموغرافية والمعايير الموضوعية للنجاح المهني في حين لا يوجد علاقة تربط كل من دعم المشرف المباشر وشبكة العلاقات داخل المؤسسة مع هذه المعايير المتمثلة بالمستوى الإداري ومتوسط الدخل الشهري، واقتصرت علاقة الشخصية المبادرة بجزء من المعايير الموضوعية للنجاح المهني المتمثلة بالمستوى الإداري. بالمقابل اقتصرت العلاقة بين شبكة العلاقات خارج المؤسسة بجزء من المعايير الموضوعية للنجاح المهني المتمثل بمتوسط الدخل الشهري. وفي النهاية، تم إثبات وجود فروقات في مستوى المعايير الذاتية للنجاح المهني تبعاً لإختلاف المعايير الموضوعية للنجاح المهني.
ولعل أهم التوصيات هي العمل على تعزيز وتصويب دور المشرف المباشر في الإهتمام بتطوير مرؤوسيه. بالإضافة الى توجيه سياسات المؤسسة نحو تشجيع الأفراد لطرح المبادرات التي من شأنها التأثير في بيئة العمل والنجاح المهني للأفراد. وذلك عن طريق مكافئة الأفراد ذوو الشخصية المبادرة والتي أثرت جهودهم في تغير وتطور بيئة العمل وأداء المؤسسة ككل. والعمل المستمر لتفعيل شبكة العلاقات الإجتماعية داخل المؤسسة من قبل المنظمة والفرد على حد سواء كإجراء لقاءات اجتماعية دورية والعمل على حل النزاعات بين العاملين بشكل فوري وتحفيز الأفراد على تناقل المعلومات المرتبطة بالعمل بشكل مستمر.