هدفت هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على أهمية المعرفة وضرورة تطبيقها في جامعة تشرين وبيان أثرها في الارتقاء بمستوى جودة الخدمات التعليمية المقدمة، وذلك من خلال فحص وتحليل العمليات الخاصة بإدارة المعرفة ومتطلبات تطبيقها. حيث قام الباحث باتباع المنهج الوصفي التحليلي.
وشمل مجتمع الدراسة جميع أعضاء الهيئة التعليمية في جامعة تشرين والبالغ عددهم (1881) موزعين على الكليات والمعاهد التابعة لها. بينما تمثلت عينة الدراسة بـ (319) عضو هيئة تعليمية، وتم جمع البيانات من التقارير الإحصائية السنوية لجامعة تشرين إضافة إلى الاستبانة كأداة رئيسة في جمع البيانات، كما تم إجراء المقابلات الشخصية مع المسؤولين عن إدارة المعرفة وعن الجودة للاستفسار عن بعض الفقرات، وقد تم استخدام التحليل العاملي كأسلوب أمثل في تحليل البيانات بالاعتماد على برنامج التحليل الإحصائي (SPSS 20). وبرنامج (Excel) لتنفيذ الأشكال البيانية المطلوبة.
ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة: توافر عمليات إدارة المعرفة بدرجة مرتفعة لدى أعضاء الهيئة التعليمية في جامعة تشرين، بينما تتوافر الثقافة التنظيمية كأحد متطلبات تطبيق إدارة المعرفة بدرجة متوسطة، أما بالنسبة لمحاور المتغير التابع وهو جودة الخدمات التعليمية، فقد تبين أن محور جودة الطلاب متوافر بدرجة متوسطة، بينما كانت فرق العمل والتحسين المستمر متوافرة بدرجة مرتفعة. كما أظهرت النتائج وجود علاقة طردية بين كل من عمليات إدارة المعرفة ومتطلبات تطبيقها وبين جودة الخدمات التعليمية المقدمة.
هذا وقد خلصت الدراسة إلى جملة من التوصيات أهمها: ضرورة الاهتمام بالبحث عن رضا الطلاب عن الخدمات التعليمية، لأن ذلك يرتبط مباشرةً بتحسين جودة الخدمات التعليمية، ويعتبر خطوة أساسية لتطبيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة. وكذلك ضرورة مشاركة أعضاء الهيئة التعليمية بشكل فعَّال في جميع أنشطة وخدمات الجامعة وصنع قراراتها كل حسب اختصاصه من أجل تلبية احتياجات الطلاب وتحقيق رضاهم وكسب ولائهم. إضافة إلى ضرورة إحداث قسم متخصص بإدارة المعرفة ضمن الهيكل التنظيمي للجامعات تكون مهمته تشجيع فرق العمل والمشاركة في الحوارات والبحث عن حلول للمشاكل التي تواجه الجامعة ومساعدة أعضاء الهيئة التعليمية على أداء وظائفهم بالشكل المطلوب.