هدفت الدّراسة إلى التّعرّف على تأثير التّسلّط الوظيفي في انتهاك العقد النّفسي، ودراسة تأثير نوع التّعاقد في انتهاك العقد النّفسي ودوره الوسيط كمعدّل للعلاقة بين التسّلط الوظيفي وانتهاك العقد النّفسي. حيث تناولت هذه الدّراسة أبعاد التّسلّط الوظيفي في انتهاك العقد النّفسي. واستخدمت الباحثة المنهج الوصفي التّحليلي، والاستبانة كأداة رئيسة لجمع البيانات، وتكوّن مجتمع الدّراسة من (200) موظّف وموظّفة يعملون بعقود محدّدة وغير محدّدة المدّة في منارات محافظتي دمشق وريفها في مؤسّسة الأمانة السّوريّة للتّنمية، واستخدمت الباحثة عيّنة عشوائيّة وفقاّ للفئة الوظيفيّة ونوع التّعاقد. حيث تمّ توزيع (150) استبانة، وتمّ استرداد (103) استبانة صالحة للتّحليل، وتمّ استخدام برنامج الرّزم الإحصائيّة للدّراسات الاجتماعيّة SPSS لتحليل البيانات.
وقد أظهرت نتائج الدّارسة وجود أثر إيجابي للتّسلّط الوظيفي في انتهاك العقد النّفسي، حيث تبيّن وجود أثر إيجابي لأبعاد التّسلّط الوظيفي الثّلاثة (الاستخفاف، تقويض العمل والضّغط غير المبرّر) في انتهاك العقد النّفسي، ويوجد أثر سلبي لبعدي التّسلّط الوظيفي وهما الإساءة اللّفظيّة والنّقد المستمرّ في انتهاك العقد النّفسي. كما أظهرت النّتائج وجود أثر إيجابي لنوع التّعاقد (محدّد وغير محدّد المدّة) في انتهاك العقد النّفسي كما أنّ نوع التّعاقد يعدّل من العلاقة بين التّسلّط الوظيفي وانتهاك العقد النّفسي.
وقد خلصت الدّراسة إلى مجموعة من التّوصيات أهمّها ضرورة الوفاء بشروط والتزامات العقد المتّفق عليه حسب توقّعات كل من العاملين والمؤسّسة، وإضافة مادّة إلى النّظام تمنع التّسلّط الوظيفي وتعاقب عليه، وتطوير إجراءات عمليّة لمحاربة هذه الظّاهرة، إضافةً إلى وضع ضوابط وعقوبات لمن يتّضح أنّه يستخدم سلوكيّات التّسلّط الوظيفي وخلق بيئة عمل تتمتّع بالشّفافيّة بين الإدارة والعاملين، وفتح قنوات الاتصال بينهم وأخيراً ضرورة تحسين العلاقة بالعمالة المؤقّتة من جانب الإدارة ومحاولة كسب ثقتها.