تعاني المؤسّسات من مشاكل جوهرية في تبنّي المعطيات الكبيرة بفعالية في عملياتها، وتتدرّج هذه المشاكل من التقنيّة إلى الإداريّة، لذلك ظهرت الحاجة إلى نماذج النضج Maturity Models، التي تعدّ من أهمّ الأدوات التي طوّرت لتحديد أفضل الممارسات ورفع سوية جدارات المؤسسة في هذا المجال.
إن نماذج نضج المعطيات الكبيرة المتوافرة لديها ضعف أو قصور من وجهة نظر منهجية ومن وجهة نظر المحتوى، فمن وجهة النظر المنهجية نجد أنّ نماذج النضج المتوافرة في أغلبها قد طوّرت صناعياً من قبل الشركات والاستشاريين في المجال، ممّا لا يضمن عدم وجود انحياز في التقييم Evaluation والتحقّق Validation بسبب النيّة التجارية لهذه الجهات، أمّا من وجهة نظر المحتوى فنماذج النضج المتوافرة في أغلبها لا تشتمل على مستويات نضج معيارية، ولا تأخذ بالحسبان جميع جدارات/أبعاد Dimensions النضج للمعطيات الكبيرة، بالإضافة إلى ضعف في التوثيق Documentation لمراحل تطوير وتقييم النموذج.
طوّرنا خلال البحث نموذج نضج المعطيات الكبيرة بطريقة نوعية، باستخدام إطار عمل معياري لتطوير نماذج النضج، ومن خلال دمج وتكامل أبعاد النضج من النماذج الأخرى، وإضافة أبعاد جديدة تتعلّق بالأمن Security والجودة Quality والتوافقية Interoperability، ومن ثمّ قيّمنا شمولية وجودة نموذج النضج المطوّر عن طريق استبيان نوعي وزّع على مجموعة من الأساتذة والدكاترة الأكاديميين والممارسين في مجال المعطيات الكبيرة والمجالات ذات الصلة، واختبرنا قابلية التطبيق Applicability بدراسة حالة المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا.