تزايد اهتمام المسوّقين في مراقبة سلوك المستهلك عبر الإنترنت وجمع المعلومات التي يشاركها يومياً عبر مختلف المواقع، بهدف تحليلها واستخدامها في التوجه الفردي ضمن الحملات الإعلانية الإلكترونية. تدعى هذه الإستراتيجية بالإعلان الموجه شخصياً.
أظهرت الأبحاث السابقة أن استخدام التوجه الشخصي يُحسّن من استجابة المستهلك للإعلان بشكل هادف وفعّال، لكن هنالك أيضاً دليل على أن استخدام هذه الإستراتيجية بمراقبة المستهلك عبر الإنترنت لبيع المنتجات يمكن أن يؤدي إلى تحفيز مشاعر القلق من الخصوصية لدى المستهلك.
سندرس في هذا البحث أثر الإعلانات الموجهة شخصياً والثقة بالموقع في استجابة المستهلك السوري وموقفه من الإعلان وقلقه من خصوصية معلوماته المستخدمة من قبل الجهات المسوّقة، بالإضافة إلى دراسة أثر قلق المستهلك في الاستجابة بالنقر على الإعلان.
أجريت دراستان: الدراسة الأولى باستخدام إعلان لخدمة قروض مصرفية صغيرة، موجه شخصياً إلى المستهلك بحسب سلوكه السابق، وكان عدد الاستبانات 310. الدراسة الثانية باستخدام إعلان لخدمة تأمين سيارة، موجه شخصياً إلى المستهلك بحسب سلوكه السابق، وكان عدد الاستبانات 103. حيث تم التركيز ضمن الدراستين على شريحة من الشباب أعمارهم بين 18 - 36 سنة، لكونهم يشكلون الشريحة الأهم لمتصفحي الإنترنت.
أظهرت النتائج أن الإعلانات الموجهة شخصياً كان لها أثرٌ إيجابيٌّ في موقف المستهلك السوري ونية استجابته بالنقر على الإعلان. كما بيّنت أن للثقة بالموقع العارض للإعلان أثراً إيجابياً في نية استجابة المستهلك للإعلان.
أما القلق بشأن الخصوصية فكان له أثر في خفض استجابة المستهلك للإعلان الموجه شخصياً في حال استخدام معلومات تعتبر حساسة بالنسبة إليه.