يتجلى هدف المصارف أولاً وآخراً إلى تحقيق الربحية، الأمر الذي يتناسب عكساً مع تحقيق مستويات عالية من السيولة، لذلك، فإن دراسة محددات السيولة والربحية الداخلية للمصارف بات أمراً في غاية الأهمية نظراً لأثر تلك المحددات على كل من سيولة وربحية المصارف.
تهدف هذه الدراسة إلى تحديد محددات السيولة والربحية الداخلية المشتركة في المصارف السورية الخاصة خلال الفترة الممتدة من عام 2019 لغاية عام 2023. ولتحقيق هدف الدراسة تم توظيف كل من حجم المصرف، معدل كفاية رأس المال، ونسبة التعثر كمحددات مشتركة للسيولة والربحية معاً في حين تم قياس السيولة بنسبة السيولة النقدية ونسبة توظيف الودائع بينما تم قياس الربحية بكل من العائد على الأصول والعائد على حقوق الملكية. إذ تم استخدام نموذج الانحدار الخطي المتعدد عينة مؤلفة من 6 مصارف سورية خاصة مدرجة ضمن سوق دمشق للأوراق المالية.
وتوصلت الدراسة إلى وجود أثر معنوي للمحددات المشتركة في السيولة المتمثلة في نسبة السيولة النقدية ونسبة توظيف الودائع. اختتمت الدراسة بمجموعة من التوصيات بناءً على الاستنتاجات، أهمها، أن المصارف عينة الدراسة تتمتع بمستوى منخفض من كل من العائد على الأصول والعائد على حقوق الملكية، ومستويات عالية من كفاية رأس المال، الأمر الذي يستدعي استغلال الموارد المالية بالشكل الأمثل في الفرص الاستثمارية، كما أنه المصارف عينة الدراسة حققت مستويات عالية من القروض المتعثرة، وبالتالي يتعين على إدارات المصارف مراقبة المحافظ الائتمانية ودراسة العملاء قبل منح القروض بشكل أكبر، من جهة أخرى، على المصارف عينة الدراسة الأخذ بعين الاعتبار أثر كل من مستويات السيولة النقدية وتوظيف الودائع على كل من السيولة والربحية لما أثبتته من أثر على ذلك.