تھدف ھذه الدراسة إلى تقصي أثر الأزمة التي عصفت ببلدنا العزیز سوریة لمدة جاوزت السبعة أعوام على القطاع الصناعي، وكیف رمت بظلالھا على المصانع الغذائیة وخصینا بالذكر قطاع الكونسروة الذي یرتبط بالقطاع الزراعي ارتباطاً وثیقاً، وكیف یمكن استمرار تطویر المنتج في ظل تلك الظروف. وتم استعراض تجربة شركة رباط للمعلبات (دلتا فودز) في مجال تطویر المنتجات، والحفاظ على وجودھا داخل السوق، بالرغم من جمیع المعوقات والصعوبات بالاعتماد على تطویر منتجاتھا وتبنیھا استراتیجیة البقاء والنمو والتطویر المستمر. عرضت الدراسة العقبات التي صادفت الشركة، وكیف تمكنت بمرونة من تذلیلھا، والتكیف مع الواقع الجدید للسوق والبلد، وكیف قامت بتطویر منتجاتھا بما یتماشى مع ذلك الواقع المفروض، وفي ظل تغیر العادات الشرائیة والاستھلاكیة. ویھدف البحث إلى تذلیل المعوقات التي تواجھ أي مؤسسة في إعادة ھیكلة منتجاتھا وآلیة عملھا في ظل الظروف القاھرة، والغیر متوقعة مھما كان مدى صعوبتھا وحجمھا ودرجة تعقیدھا، وذلك من خلال اعتماد نھج الصمود والمناورة من أجل البقاء من خلال تعدیل الاستراتیجیة، والتعامل بمرونة وإبداع مع جمیع التحدیات، وتحویل المخاطر إلى فرص قد تسطر مستقبل، أفضل قد لا یكون متاحاً في ظل ظروف الرخاء والاستقرار. وعلى ضوء النتائج یوصي الباحث الصناعیین وأصحاب الشركات بضرورة نشر ثقافة البقاء والاستمرار والتطویر والبحث عن حلول، بما یواكب الظروف المحیطة ویحقق أھداف المؤسسة ویبتعد بھا إلى حافة تنفرد بھا عن باقي المنافسین.