يهدف الباحث إلى دراسة دَورِ الأتمتة الصِّناعيَّة في تبسيط إجراءاتِ العمل، وزيادة الجودة، وتقليل الهدر، ومحاولة الخروج بتوصيات عن أهميَّة البحث في العمليَّة الإنتاجيَّة، وما له من أثرٍ في تبسيط الإجراءات، وزيادة الجودة، وتقليل الهدر، وتحسين وزيادة كفاءة العمليَّة الإنتاجيَّة ككلٍّ.
إنَّ الحالة العمليَّة اقتصرت على شركة x لإنتاج المواد الغذائيَّة، حيث تمَّت دراسةُ آليَّة العمل قبل الأتمتة؛ أي: قبل عام 2014م، واختار الباحث صنفاً من الأصناف التي تنتجها الشَّركة وهو "المعمول بعجوة"، حيث أوضح الباحث عددَ الخطوات، والزَّمن، وعدد العمَّال اللازم لإنتاج 10كغ، والعيوب التي كانت تظهر في جودة المنتجات، وكميَّة الهدر استناداً على بيانات عام 2013م، ومن ثمَّ شرح الباحث كيف تمَّ إدخال الأتمتة الصِّناعيَّة إلى شركة x، وبعد ذلك أوضح آليةَ تطبيق الأتمتة الصِّناعيَّة على عمليَّة إنتاج المعمول؛ حيث شرح خطوات التَّطبيق، والآلات المستخدمة وخصائصها، وبعد تطبيق الأتمتة أوضح التَّغيُّر الذي حدث على الخطوات، والزَّمن، وعدد العمَّال اللازم لإنتاج 10كغ، والعيوب في المنتاجات، وكميَّة الهدر استناداً لبيانات عام 2015م.
ومن خلال المقارنة بين عدد العمَّال، وعدد الخطوات، والزَّمن اللازم لإنتاج 10كغ من معمول العجوة، ومقارنة العيوب في المنتاجات، وكميَّة الهدر بين قبل وبعد تطبيق الأتمتة الصِّناعيَّة، توصَّل الباحث إلى الدَّور الكبير للأتمتة في تبسيط الإجراءات وزيادة الجودة، ولكن لم يكن لها دورٌ في تقليل الهدر في المواد الأوليَّة، بل على العكس زادته، ولِتَفادي الهدر قامت الشَّركة بإدخال سياسة إعادة التَّدوير، حيث أصبحت تقوم بإعادة المعمول المهدور قبل الشِّواء إلى مرحلة العجن، وأصبحت تضيف المعمول المهدور بعد الشِّواء إلى حشوة "البتفور المحشو شوكولا" بنسبة17 %، حيث أصبح الهدر شبهَ معدوم.
وكانت أهمُّ توصيات الباحث: القيام بتدريب العاملين على الآلات، والاستفادة من فائض العمَّالة النَّاتج عن أتمتة بعض الأعمال إمَّا بإنتاج منتجات أخرى، أوالعمل بنظام الورديَّات، والنُّصح لجميع الشَّركات الصِّناعيَّة بتطبيق الأتمتة الصِّناعيَّة في عمليَّاتها الإنتاجيَّة، ويفضِّل تطبيق الأتمتة الصِّناعيَّة عند الحاجة لها مع مراعاة الجدوى الاقتصاديَّة، ويجب توفير عمليات تطبيق الأتمتة في الشَّركات الصِّناعيَّة في الجمهوريَّة العربيَّة السوريَّة.