يوجد نوعان مختلفان من المداخل لاتخاذ القرار، الأول هو المدخل النوعي وهنا يعتمد متخذ القرار على حدسه وخبرته الشخصيّة في اتخاذ القرار، والثاني هو المدخل الكمّي الذي يعتمد فيه متخذ القرار على الأساليب والنماذج الرياضيّة، للمدخلين أهميّة كبيرة لمتخذ القرار لاتخاذ قراراته في ظل ظروف مختلفة.
يوجد العديد من نماذج صناعة القرار متعدد المعايير والتي تدعم متخذ القرار في صناعة قراره، وتعتبر مسائل اتخاذ القرار بالاعتماد على معايير مترابطة مع بعضها البعض بروابط مختلفة من المسائل القديمة نسبيا.
نمذج المعهد العالي لإدارة الأعمال في دمشق مسألة قبول الطلاب للتسجيل في المعهد بإحدى نماذج اتخاذ القرار متعدد المعايير وهي الجمع المثقّل، يقوم هذا النموذج بإسناد أوزان للمعايير المحددة ومن ثمّ تصنيف البدائل (الطلاب المتقدمين لمسابقة القبول في المعهد) عن طريق ضرب القيم الإفراديّة لكل بديل تحت كل معيار بوزن المعيار ومن ثمّ جمع هذه القيم لتشكل نتيجة هذا البديل (الطالب) – المعدّل النهائي – وترتيب النتائج تنازلياً، يقوم بعد ذلك متخذ القرار بقبول عدد من البدائل (الطلاب) المحققين لشرط المعدّل الذي تقرره إدارة المعهد.
نمذجت هذه الدراسة ذات المسألة وهي مسألة قبول الطلاب للتسجيل في المعهد العالي لإدارة الأعمال بنموذج آخر من نماذج اتخاذ القرار متعدد المعايير وهو نموذج التحليل الهرمي، وبناء تطبيق برمجي لهذه الغاية حيث يقوم متخذ القرار في هذا التطبيق بإجراء مقارنات زوجيّة على المعايير في نفس المستوى وإعطاء تفضيلاته لكل معيار، يتم استنتاج الأوزان العامة لكل معيار وتصنيف البدائل (الطلاب المتقدمين لمسابقة القبول في المعهد) وترتيب النتائج تنازليا ليقوم بعدها بقبول عدد من الطلاب المحققين لشرط المعدّل.
توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج الآتية:
1- وجود فروقات في نتائج تطبيق النموذجين ويرجّح هذا الاختلاف إلى آلية احتساب أهميّة المعايير في كل نموذج.
2- يعكس نموذج التحليل الهرمي تفضيلات متخذ القرار بالنسبة إلى معايير المسألة مما ينعكس على عدد الطلاب المقبولين للتسجيل في المعهد.
3- عدد البدائل المقبولة في نموذج التحليل الهرمي كان أكبر من البدائل المقبولة في النموذج الحالي وبالتالي لايعكس النموذج الحالي تفضيلات متخذ القرار.
وأوصت الدراسة بعدد من التوصيات الآتية:
1- ضرورة إعادة النظر في نموذج صناعة قرار مسابقة القبول في المعهد العالي لإدارة الأعمال.
2- إجراء دراسة معززة لنتائج الدراسة الحالية بمتابعة الطلّاب المقبولين بنتيجة العام الدراسي 2020-2021 على مدار سنواتهم الدّراسية الخمسة ومراقبة تقدّمهم ونتائجهم وتقييمهم بالمقارنة مع أهميّة المعايير الحاليّة في المعهد.
3- توسعة التطبيق المصمّم في هذه الدّراسة ليشمل نماذج أخرى من نماذج صناعة القرار المتعدد المعايير ليعطي رؤية أوضح لمتخذ القرار.