هدفت الدراسة إلى توضيح ماهية الاختلاف بين المصارف الإسلامية والمصارف التقليدية الخاصة العاملة في الجمهورية العربية السورية، حيث تم إجراء دراسة مقارنة بين بنك سورية الدولي الإسلامي وبنك بيمو السعودي الفرنسي خلال الفترة الممتدة بين عام 2010 وحتى عام 2020 في محاولة لبيان وجود فرق في الأداء فيما بين المصارف الإسلامية والتقليدية من خلال تحليل مجموعة من المتغيرات والنماذج التي اختارها الباحث والتي ركزت بشكل رئيسي على دراسة أداء المصارف من الجانب التشغيلي وخصوصاً فيما يتعلق بهيكل الأعمال، الكفاءة التشغيلية والإدارية، جودة المحفظة الائتمانية، وجودة التقارير المالية.
وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها: قدرة كبيرة لبنك سورية الدولي الإسلامي على استقطاب مصادر التمويل مما يشير إلى ميل نسبة كبيرة من العملاء في سورية إلى إيداع مدخراتهم في مصارف إسلامية بدلاً من المصارف التقليدية، أظهرت إدارة بنك بيمو السعودي الفرنسي كفاءة أكبر في إدارة المصاريف التشغيلية بينما أبدت إدارة بنك سورية الدولي الإسلامي كفاءة أعلى في إدارة الدخل التشغيلي، امتلاك المصارف الإسلامية عموماً دخل هامشي أكبر من المصارف التقليدية، طبيعة ارتفاع المخاطر الائتمانية في المصارف الإسلامية مقارنةً بالمصارف التقليدية، أظهر بنك بيمو السعودي الفرنسي جودة تقارير مالية أعلى من بنك سورية الدولي الإسلامي، عدم كفاية القوانين الناظمة لعمل المصارف السورية وعدم مناسبتها لطبيعة عمل المصارف الإسلامية.
وقد قدمت الدراسة مجموعة من التوصيات أهمها: على المصارف الإسلامية السورية التوجه نحو الاستثمار الحقيقي والدخول في عقود المشاركات بما يناسب متطلبات مرحلة إعادة الإعمار القادمة، تطوير الخدمات والمنتجات المصرفية لتصبح أكثر ملائمة وأسهل وصولاً للعملاء، رفع سوية أداء القطاع المصرفي السوري من خلال مواكبة المعايير والقوانين الدولية، تصميم وإصدار قوانين ملائمة وقابلة للتطبيق على المصارف الإسلامية السورية وتناسب طبيعة عملها وتحسن من أدائها دون خرق للقواعد الشرعية التي تحكمها، اتباع المصارف الإسلامية أساليب عملية لتخفيف المخاطر الائتمانية.