نظراً إلى أن أهم عناصر ألعاب الفيديو هي السرد أو القصة التي ترويها، فإن وجود قصة مؤثرة وغامرة في الألعاب يعد جزءاً أساسياً من تجربة اللعبة، وبالتالي، مصدر مهم للتركيز عليه في عملية التصميم.
هذا كان الدافع الأساسي في حالتنا العملية لتسليط الضوء على جانب السرد ودراسة الاستجابة العاطفية للاعبين ومستوى الرضا. وهذا يعتبر منهج جديد نسبياً لدراسة أحد عناصر ألعاب الفيديو بشكل معمق. يمكن استخدام نتائج هذا البحث لتوجيه مصممي الألعاب وكاتبي السرد بطريقة أفضل لفهم أنماط اللاعبين واستجاباتهم العاطفية لتمكنهم من تصميم ألعاب تحقق درجات رضا أعلى.
تضمنت سيرورة العمل في البحث إجراء مقابلات شخصية مع اللاعبين، لتصميم شخصيات اللاعبين، وتضمن ذلك أسئلة عن خلفية اللاعب، وتوقعاته، وأهدافه، ولاحقاً تم تأطير المعطيات المجمعة ضمن خريطة التعاطف، التي من خلالها تم تمييز صنفين من الشخصيات، حيث يمثل ملف كل شخصية شريحة محددة من اللاعبين، بهدف دراسة ردود الفعل العاطفية، والأفكار المتداولة أثناء التفاعل مع التجربة المدروسة، وذلك من خلال تصميم خريطة تجربة اللاعب، التي تتضمن تحديد نقاط المكاسب و الألم خلال التفاعل مع أحداث قصة اللعبة لدى كل شخصية على حدى، كما قمنا باستخدامنا لأحد أدوات تجربة اللاعب بطريقة جديدة، حيث عادةً عند استخدام خريطة رحلة اللاعب لدراسة تجربة اللاعب يتم التركيز حصراً على طريقة اللعب ويتم إهمال السرد، رغم أنه من أحد أهم العوامل المؤثرة على تجربة اللاعب وتحقيق مستويات الرضا لديه، مما يجعل هذا البحث فريداً من نوعه، أخيراً استنتجنا من مرحلة الاستبصار، الفرص الناتجة من تلك النقاط. وتمت المقارنة بين تجربة كل صنف من الشخصيات المدروسة لقياس درجة رضا اللاعبين. إضافة إلى ذلك، تم استخدام المنهج الوصفي الإحصائي لتحديد العلاقة بين المتغيرات وقياس أثرها. وتشمل متغير المعنوية، ومتغير الانغماس، متغير الفضول، ومتغير الجاذبية السمعية البصرية، لقياس مدى رضا اللاعبين لدى صنف كل شخصية. وتم ذلك باستخدام أداة التحليل SPSS.