هَدَفَت هَذِهِ الدراسة إلى معرفة أثر القيادة السُمّيّة على سُلوكيّات العَمَل السَّلبيّة بوجود الدَّور الوسيط للصّمت التنظيمي، حيثُ طُبِّقَت في وزارة التّنمية الإدارية في الجُمهورية العربية السّورية.
تَمَّ تصميم استبانة وتوزيعها على عَيّنة من العاملين في الوزارة، وتَمَّ الحصول على (112) استبانة صالحة للتحليل، حيثُ تَمَّ الاعتَمَّاد على المنهَج الوَصفي التّحليلي، وقد تَمَّ الاستعانة ببرنامج الحِزَم الإِحصائِيّة (SPSS) للقيام بهَذِهِ العَمَليّات الإِحصائِيّة، وللوصول إلى أهداف البحث.
تَمَّ من خلال البحث القيام بعَمَليّات التّحليل الوصفي، والانحدار الخطّي البَسيط، والانحدار الخطّي المُتَعَدّد، وتحليل التّبايُن الثنائي لعيّنَتَين مُستقلّتَين، وتحليل التّبايُن الأُحادي، حيثُ تَمَّ التوصّل من خلال البحث إلى عددٍ مِنَ النّتائِج أهَمُّها وُجود تأثير ذو دلالة إحصائية للقيادة السُمّيّة على سُلوكيّات العَمَل السَّلبيّة، ولكن لا يوجد أثر للقيادة السُمّيّة على سُلوكيّات العَمَل السَّلبيّة بوجود الدَّور الوسيط للصّمت التنظيمي، حيثُ أنَّ الصّمت التنظيمي يؤَثِّر أكثر من القيادة السُمّيّة على سُلوكيّات العَمَل السَّلبيّة.
بالإضافة إلى أن إجابات أفراد العَيّنة على تَسَاؤُلات الاستبانة قد أظهرت أنّ القيادة السُمّيّة في وزارة التّنمية الإدارية غير موجودة وأساليبها غير مطبّقة، حيثُ لا يوجد بشكل كبير صمت تنظيمي أو سُلوكيّات عَمَل سَلبيّة في الوزارة، بالتالي توصّلت الباحثة إلى عدد من التوصيات مفادها ضرورة الحفاظ على الأسلوب القيادي المتّبع في الوزارة كونه من الأساليب القيادية التي لا تدعو لوجود سُلوكيّات عَمَل سَلبيّة كالانحراف أو الاِنسِحاب من العَمَل أو انتشار الصّمت بين العاملين، وعدم دفع الموظف إلى هَذِهِ المرحلة، بَل على الوزارة أن تَتَكَلَّم مع الموظفين وأن تكون على مَعرِفَةٍ بآرائِهِم وأفكارِهِم المُختَلِفة حول العَمَل وما يَجِب عليها تَحسينَهُ من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة.