تهدف الدراسة الحالية لمعرفة أثر اتجاهات العاملين نحو إمكانية استبدال عملهم أو مهاراتهم بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مستويات انعدام الأمن الوظيفي لهم، ودراسة الدور المعدل لمتغيرات لها علاقة بالثقافة التنظيمية والاختلافات الفردية للعاملين. إن مواقف العاملين تجاه الذكاء الاصطناعي تتأثر بالعديد من المتغيرات على المستوى النفسي للفرد، وعلى مستوى البيئة التنظيمية، فضلاً عن تأثر مستويات انعدام الأمن الوظيفي للعاملين بالعديد من هذه المتغيرات على مستويي البيئة الداخلية والخارجية للعامل. وبالتالي فإن أهمية الدراسة الحالية تأتي في معرفة اتجاهات العاملين نحو الذكاء الاصطناعي وتأثير هذه الاتجاهات على مستويات انعدام الأمن الوظيفي والدور المعدل للثقافة الاستبدادية في المنظمة والتكنوفوبيا والمتغيرات الديموغرافية التي يمكن أن تلعب دورًا معدلًا في علاقة الدراسة، (كالنوع الوظيفي، والعمر، والجنس) تستند الدراسة الحالية إلى المنهج الوصفي التحليلي، وبالتالي تم جمع عينة من (425 فردًا) من شركات الاتصالات الخلوية الخاصة في الجمهورية العربية السورية. و من خلال إجراء أسلوب نمذجة المعادلات الهيكلية (Structural Equation Modeling) باستخدام برنامج Smart PLS، تم اختبار جودة مقياس النموذج، وبعد ذلك تم اختبار النموذج وتوصلت الدراسة لوجود أثر إيجابي ذو دلالة إحصائية لاتجاهات العاملين نحو تقنيات الذكاء الاصطناعي (أي لأي مدى ينظر العامل/ة بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي ممكن أن تأخذ مهامه/ا في العمل) في انعدام الأمن الوظيفي للعامل/ة. وبمعنى آخر كلما كانت تلك الاتجاهات ترى بأن مهام العاملين ممكن ان تستبدل بتقنيات الذكاء الاصطناعي زادت مستويات انعدام الأمن الوظيفي للعاملين. وبخلاف التوقعات لم يكن للمتغيرات المعدلة أثر ذو دلالة إحصائية في علاقة هذه الدراسة بما لا يتفق مع الدراسات السابقة المستندة عليها الدراسة الحالية. مع العلم بأن انموذج الدراسة اقترح وجود أثر ذو دلالة احصائية لمتغيرات العمر، التكنوفوبيا، والثقافة التسلطية في المنظمة في انعدام الأمن الوظيفي للعاملين/ات، كمتغيرات مستقلة. أوصت الدراسة أنه من المهم للمنظمات أن تقوم برسم سياسات وتطبيقات مرتبطة بالعاملين الاصغر سناً والذين بحسب نتائج البحث يعانون من مستويات انعدام الأمن الوظيفي أكثر من الفئات العمرية الأكبر سناً. كما أوصت الدراسة بإمكانية القيام بالعديد من الخطوات التي تؤطر كيفية هذا التحول بشكل استراتيجي. كان للبحث عدة محددات أهمها اقتصار الدراسة الحالية على قياس اتجاهات العاملين نحو استبدال مهاراتهم أو مهنهم بالذكاء الاصطناعي دون التمييز بين المهارات، أي لم تفرّق الدراسة الحالية بين المهارات التي سيتم استبدالها بتقنيات الذكاء الاصطناعي. واقترحت العديد من المتغيرات المستقبلية للدراسة منها تطبيق الدراسة على قطاعات مختلفة من القطاعات المرشحة لإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي لجوهر عملها. لمقارنة النتائج وإمكانية التعميم.