هدفت الدراسة إلى التعرف على احتياجات وأولويات الشباب السوريين من كلا الجنسين على مختلف الأصعدة وتحديد أبرز نقاط الضعف التي يعانون منها والعمل على حلها، والكشف عن العقبات والصعوبات التي تحول دون قدرتهم على تحمل مسؤولياتهم بالشكل الأمثل والسعي إلى تذليل تلك العقبات وتمكين الشباب من الانطلاق والمشاركة في مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية. استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، وطبقت الدراسة على عينة من الشباب السوري، حيث اشتمل مجمع الدراسة على طلاب جامعات، موظفين، رواد أعمال... من فئة الشباب، والبالغ عددهم 2,770، كانت الاستبانة أداة الدراسة، من خلال نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدم الباحث برنامج SPSS وبرنامج Power BI لعرض وتحليل النتائج.
أظهرت الدراسة وجود انخفاض ملحوظ في حجم فرص العمل الموجهة للشباب، وذلك في ظل ضعف الجهود التي تبذلها المنظمات أو الداعمين الدوليين لتمكين الشباب من مباشرة العمل، إذ لا يتم توفير الدعم المالي الكافي لتمويل برامج دعم المشاريع الصغيرة، إضافة إلى ضعف برامج التدريب المهني وبناء القدرات التي يتم العمل على تنفيذها وعدم قدرتها بشكلها الحالي على تطوير وتنمية كفاءات الشباب بالشكل الذي يخولهم لدخول سوق العمل، أما ذوي الإعاقة أو الذين يعانون من الأمراض، الاضطراب أو الإدمان، أي من الضغوطات، التعنيف، التنمر، التهديد أو الاضطهاد فلا يتم تقديم الدعم اللازم لهم وغياب الجهات التي تعنى بمتابعة شؤونهم من حيث تصميم أنشطة خاصة بهم علماً أنهم بأمس الحاجة لمثل تلك الأنشطة وخاصة في مجال الحماية والدعم النفسي.
وبناءً على ما سبق أوصت الدراسة بضرورة العمل على تمكين الشباب من الانطلاق بمشاريعهم الخاصة وتوفير فرص العمل لهم من خلال استهدافهم ببرامج بناء القدرات والتدريب المهني بشكل يتيح للمتدربين إمكانية التطبيق العملي للمهارات التي يحصلون عليها، وتوفير الدعم المالي للشباب وتمكين الشباب من مباشرة العمل عبر الإنترنت باعتباره حلاً عملياً لمشكلة انخفاض فرص العمل في الداخل السوري وذلك من خلال التدريبات اللازمة لذلك كالتعامل مع منصات العمل عبر الإنترنت والتسويق الإلكتروني وتوفير المعدات اللازمة لمباشرة العمل.