هدفت هذه الدراسة إلى بحث مدى الوعي بمفهوم التحيز غير الواعي ودراسة عواقبه في بيئة عمل المنظمات الدولية العاملة في سورية، بما يخص كل من عملية الاستقطاب والتعيين، إدارة وتقييم الأداء والتطوير المهني، آثاره على علاقات أعضاء الفريق وعلاقات الموظفين عموماً، وعلى بيئة المنظمة وثقافتها ككل، و من ثم بحث كيفية معالجة أو الحد من التحيز غير الواعي في بيئة العمل.
تم اعتماد الاستبانة كوسيلة لجمع البيانات، عبر توزيع الاستبيان على عينة عشوائية بسيطة مؤلفة من حوالي 150 مفردة من موظفي المنظمات الدولية العاملة في سورية عن طريق البريد الإلكتروني، حيث تم الحصول على استبانات معبأة بحجم 139 مفردة. تم استخدام برنامج SPSS والإكسل لتحليل البيانات والوصول إلى النتائج، علماً أن الباحثة قد استخدمت المنهج الوصفي التحليلي لأنه يعتمد على دراسة الواقع ويعبّر عنه كماً وكيفاً.
وقد أظهرت نتائج التحليل الإحصائي للإجابات موافقة العينة بشكل جوهري ومعنوي على محورين من محاور الاستبانة، حيث جاء رد أفراد العينة محسوماً على وعيهم بمفهوم التحيز غير الواعي كونه موجود عند كل إنسان كشكل من أشكال الحكم المسبق، ودرايتهم بالأسباب والعوامل الدقيقة التي قد تؤدي إلى التحيز غير الواعي من قبل شخص تجاه آخر، حيث أعربوا عن قدرتهم على تمييز أثر التحيز غير الواعي على العمل في المنظمات الدولية. كذلك الأمر، فلقد جاءت استجابة العينة بالموافقة على إمكانية معالجة التحيز غير الواعي والتخفيف من آثاره عن طريق جلسات تدريبية وتوعوية لجميع الموظفين في المنظمة، وعن طريق تحسين السياسات والقيود في المنظمة كحل رادع ومنظم للإجراءات والعمليات والعلاقات المهنية. أما بما يخص باقي محاور الاستبيان، وبيان أثر التحيز غير الواعي على عملية الاستقطاب والتعيين، عملية إدارة وتقييم الأداء والتطوير المهني، علاقات أعضاء الفريق وعلاقات الموظفين ككل، والأثر على بيئة وثقافة المنظمة ككل، فلقد كان رأي عينة الاستبيان غير محسوماً، حيث لم تكن نتائج الاستبانة جازمة بما يخص وضوح أثر التحيز غير الواعي على تلك العمليات، على الرغم من تفاوت استجابة أفراد العينة بالنسبة للأسئلة المتنوعة الخاصة ضمن كل محور، متفاوتة بين الجزم بالرفض أو القبول.