طُرحت العديد من التساؤلات حول المقدرة على التوظف لما لها أهمية كبيرة بالنسبة للأفراد والمنظمات في آنٍ واحد، وذلك بسبب التغيرات المستمرة في سوق العمل، والتي فرضت واقعاً كبيراً على الأفراد، حيث تعتبر المقدرة على التوظف في ظل تلك التغيرات أمراً بالغ الأهمية وتتطلب مستوى عالٍ من المهارات للمحافظة على المكانة في سوق العمل والسعي لتطوير تلك المهارات. لذلك، سعت العديد من الدراسات للتركيز على تلك العوامل ليتم الاستفادة منها في تطوير الأفراد لذاتهم بالإضافة لتطوير المعايير المطلوبة من قبل المنظمات.
هدفت هذه الدراسة الى التعرف على العوامل المؤثرة في المقدرة على التوظف، وتم اختيار عينة الدراسة من بعض المنظمات الإنسانية المتجهة نحو تخفيض العمالة؛ من خلال الاستبيان المعدّ لقياس المقدرة على التوظف، حيث تناولت الدراسة فئتين من الموظفين، الفئة الأولى الموظفين الذين تم تسريحهم من عملهم والفئة الأخرى الموظفين الناجين من التسريح والذين ما زالوا مهددين بالتسريح، لمعرفة أهم المهارات التي اكتسبها كل فرد خلال مسيرته المهنية والتي تؤثر على تطوره المهني، وبالتالي على مقدرته على التوظف.
اعتمت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، وشمل مجتمع الدراسة بعض المنظمات الإنسانية التي اتجهت نحو التخفيض الوظيفي وبلغ عدد الإجابات (125) إجابة، ولتحقيق أهداف الدراسة تم تصميم استبانة كأداة لجمع البيانات، ومن ثُمّ حلّلت النتائج عبر البرنامج الإحصائي SPSS.
وقد توصلت الدراسة إلى نتائج عدة ومن أهمها:
- يوجد دلالة إحصائية تعزى لمتغير التواصل والتعامل مع الآخرين مع المقدرة على التوظف بنسبة 39% والباقي يعزى لعوامل أخرى.
- يوجد دلالة إحصائية تعزى لمتغير إدارة الذات مع المقدرة على التوظف بنسبة 36% والباقي يعزى لعوامل أخرى.
- كانت المهارات الفردية التالية (مهارات التمكين، مهارات التفكير النقدي والتحليلي ومهارات تعليم المواطنة) غير دالة إحصائياً وبالتالي ليس لها أثر في المقدرة على التوظف.
- لا يوجد فروق ذات دالة إحصائية بين إجابات أفراد العينة التي تعزى للمتغيرات الديموغرافية والوظيفية التالية: (النوع الاجتماعي، العمر، المؤهل العلمي، خبرة العمل، المسمى الوظيفي) مع المقدرة على التوظف، يعني أنه لا يوجد أثر معنوي في المقدرة على التوظف.
وتم استخلاص مجموعة من التوصيات من أهمها قيام المنظمات بدورات تدريبية تمكن الأفراد من أداء عملهم، وقيام المنظمات بأنشطة تعزز من خلالها ثقافة العمل الجماعي، وتقييم الفرد لذاته من أجل تطوير مهاراته لملائمة تطورات سوق العمل، بالإضافة إلى الاتجاه للمناهج الدراسية من أجل تعزيز المهارات الأساسية للأفراد لتزيد من مقدرتهم على التوظف منذ صغرهم.