هدفت الدراسة إلى معرفة مدى قابلية تبني الأطباء لمستحضر التيكاغريلور في السوق السورية مقارنة بمستحضر الكلوبيدوغريل، ومعرفة الأسباب الكامنة وراء تخوفهم منها ومعرفة موقعه في الممارسة لديهم، وضع خطط استجابة للعمل على تخفيف أثر هذه العوامل وتعزيز العوامل التي تشجع الأطباء على وصفه.
وللوصول إلى هذا الهدف تم إجراء الدراسة من خلال القيام ببحث مختلط (نوعي وكمّي). حيث اعتمدت الباحثة على المنهج الاستكشافي النوعي من خلال إجراء عدد من المقابلات المعمقة تم إجراؤها مع عدد من الأطباء أخصائيين القلبية في دمشق، تم اختيارهم وفق معايير خاصة ضمنت صحة ومخرجات هذه المقابلات. كان الهدف من هذه المقابلات المعمّقة هو السؤال عن العوامل المؤثرة على قرار الوصف تم تحديدها مسبقاً واكتشاف عوامل أخرى معنية بموضوع الدراسة.
أما البحث الوصفي فكان عبارة عن استبيان تم توزيعه على عينة مؤلفة من (41) طبيب/ة أخصائيي معالجة أمراض القلب. كان الهدف من البحث الكمّي هو التأكد من أثر هذه العوامل على قرار الوصف بعينة أكبر والسؤال عن العوامل التي تم ذكرها من قبل الأطباء أثناء إجراء المقابلات المعمّقة لنتمكن من تعميم مخرجات هذا البحث على مجتمع الدراسة.
تم استخدام برنامج <<الحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية>> - (SPSS) والاستعانة بأساليب إحصائية متعددة كالإحصاءات الوصفية لمتغيرات البحث كالمتوسط الحسابي والانحراف المعياري واختبار الثبات (Cronbach’s Alpha) وأخيراً اختبار التساؤلات عن طريق التحليل الاستدلالي (one sample t-Test).
وخلصت النتائج بالاعتماد على نتائج الاستبيان، إلى أن عينة الدراسة يفضلون استخدام كلوبيدوغريل لخبرتهم الطويلة باستخدامه بالإضافة إلى أن طبيعة المرضى لدينا تختلف عن باقي أنحاء العالم فهم يطبقون ما هو مناسب لهم على الرغم من توصيات الدلائل الارشادية العالمية.
وأكدت عينة الأطباء أن التيكاغريلور هو الأفضل من حيث السرعة من بدء التأثير والفعالية العالية في تمييع الدم، لكن كانت لديهم مخاوف بخصوص النزوف التي يسببها في بعض الحالات. وتوقع الأطباء أن مستحضر التيكاغريلور سيصبح الخيار الأول لديهم في تدبير المتلازمة الإكليلية الحادة بعد المرور المزيد من الوقت حتى تدرس تأثيراته على المدى البعيد.
ووافقت عيّنة الأطباء على أن ممارسات الدعاية الطبية من قبل الشركة المصنعة لها دور في التحفيز على كتابة الصنف.
انتهت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات والمقترحات: على صعيد الأطباء وعلى صعيد الفريق التسويقي وعلى صعيد الشركة. من حيث ضرورة الانتظار لمزيد من الوقت ريثما يثبت الدواء نفسه والتشجيع على الالتزام بالدلائل الارشادية العالمية وتكرارية زيارة المندوب العلمي الطبي والتأكيد على كفاءته العلمية والتسويقية ودراسة إمكانية تخفيض سعر الدواء وتوعية المرضى حول أهمية الالتزام بالعلاجات الموصوفة والعمل على تقليل عوامل الشك لدى الأطباء حيال المستحضر وتنظيم جلسات نقاش دورية للأطباء ودعوتهم إلى المؤتمرات الطبية العالمية بهدف الاستفادة العلمية وتقديم بعض المواد الترويجية مقرونة بالمواد العلمية لتحفيز الأطباء على زيادة تواتر كتابتهم للصنف